نزهة
الصف
في الجمعة الماضية خرج الطلاب والأساتذة في نزهة لكسر حاجز
الروتين والرتابة الذي يسببه الوجود المتواصل
ولساعات طويلة في قاعات الدراسة. صحيح أن النزهة كانت في
يوم الجمعة ولكن الإعداد لها قد بدأ قبل ذلك بوقت طويل. فقد
كانت البداية أن قام رائد بحجز المكان والذي كان مواجهاً لميدان أخضر وجميل للعبة
كرة القدم الأمريكية، بالقرب من المركز الرياضي. وكانت هناك شوَّايتان كبيرتان تحت سقيفة كبيرة، صممت خصيصاً للحماية من الحر والأمطار.
وكانت هناك أيضاً مجموعة من المقاعد والطاولات الحديدية
الخضراء بالقرب من المكان.
بعد
حجز المكان، وقبل النزهة بيوم واحد قام أكرم بشراء كل المستلزمات
مثل الطعام الذي تكون من لحم الدجاج واللحم المفروم وبعض الخضروات مثل الجزر
والبصل والبقدونس وبعض البهارات
والتوابل مثل الفلفل الأسود والثوم والفلفل الحار. كما اشترى أيضاً كمية كبيرة من المشروبات
الغازية وبعض أنواع العصير بالإضافة إلى الماء والصحون والمناديل الورقية وبعض الأكواب البلاستيكية الملونة.
وصل
الجميع إلى مكان النزهة في حوالي الساعة الحادية عشرة.
وقد كان معظم الطلاب في ملابس مدنية زاهية. وقد غاب عن
النزهة الأستاذ عيد وذلك بسبب حضوره لمؤتمر أكاديمي في
كندا. وتخلـَّف أيضاً الأستاذ
صباح بسبب حضوره لتدريب أكاديمي.
وبالرغم من أن الدعوة كانت مفتوحة للجميع إلا أن
النزهة لم تشهد حضور الكثير من الضيوف . فقد شرَّفت
فقط زوجة نادر مع طفلتاها وكذلك سميحة
صديقة وائل وأيضاً الأستاذ يس الذي كان ينوب عن الأستاذ
أنسي في ذلك اليوم. وقد كنـَّا نتوقع حضور عدد كبير من
زوجات وأطفال الطلاب المتزوجين لكن يبدو أنهن كن
مشغولات بالعمل لذلك لم يتمكـَّن من الحضور. ونسيت أن أذكر أيضاً أن من بين الضيوف
الذين شاركوا في النزهة كلب زوجة ميخائيل.
وهو كلب صغير لونه بنـِّي، وله ذيل
مثل ذيل الثعلب. وكان يرتدي قميصاً بلون أزرق. وقد أحبَّه الجميع وتبادلوا حمله واللعب معه كثيراً. وقد كان كلباً ودوداً ولطيفاً جداً.
تضمَّنت
الرحلة العديد من الفقرات ولكن أمتعها على الإطلاق
كانت المسابقة التي جرت بين الطلاب لالتهام ثمانية
سندوتشات من الـ Hot Dogللشخص
الواحد في أقصر وقت ممكن. وقد شارك فيها بلال وشادي وأكرم وسمير وكمال وميخائيل
وآدم وغيرهم. وقد كان كمال هو الفائز بالمسابقة. وقد اصطف الطلاب حول المتسابقين
وشجَّعوهم بحرارة حتى نهاية المسابقة. وشارك بعض الطلاب في بعض الأنشطة الرياضية
في الميدان المواجه لمكان النزهة، وقد شاركت معهم الأستاذة أميرة واظهرت مهارة فائقة في ممارسة الرياضة. أيضاً تمّ التقاط
العديد من الصور للطلاب وهم يمارسون الكثير من الأنشطة المختلفة.
بعد
ذلك بدأ الجميع في تناول الطعام في منتصف النهار. ولكن
قبل الحديث عن الطعام لا بدَّ من الإشادة بالدور الكبير الذي لعبه باسم وزوجته ميساء في ذلك. وقد أثبتا بأنـّهما طباخين محترفـين، حيث قاما بوضع التوابل على لحم الدجاج واللحم
المفروم وتجهيزه للشوي بصورة نالت إعجاب الجميع. ثمَّ
أوقد باسم ناراً كبيرة وبدأ في شوي اللحم، وما هي إلا دقائق وقد ملأت رائحة الشواء
اللذيذ كل المكان. وقد قامت ميساء بتسخين الطعام الجاهز
والذي كان عبارة عن صينية كبيرة من الدجاج المطبوخ بالخضروات والتوابل والفلفل
الأخضر على الطريقة العراقية قام بإعدادها الأستاذ حسن والذي أثبت هو الآخر
بأنـَّه طبَّاخ ماهر. هذا بالإضافة إلى صينية من المكرونة
باللحم قامت بإعدادها الأستاذة أميرة وصينية أخرى من الأرز واللحم المفروم أعدّتها
الأستاذة حنان. وقد غاب عن المائدة في ذلك اليوم الكشري
المصري وذلك بسبب غياب الأستاذ عيد. وقد استمتع الجميع
بوجبة شهيَّة احتوت على
شتـَّى أنواع الطعام بالإضافة إلى العصير والمشروبات الغازية. وقد جلس
الجميع أو وقف في حلقات صغيرة وهم يتحدَّثون ويضحكون ويستمتعون بوقتهم.
كل
شيء في النزهة مرَّ بصورة جميلة، ولكن الطقس كان غائماً. وكان من المفترض أن ينقشع
الغمام بعد التاسعة صباحاً حسب قول دائرة الإرصاد الجوٍّي ولكنه لم يفعل، واستمرَّ كذلك حتى
نهاية اليوم، وقد كان مصحوباً أيضاً بشيء من البرودة. وكانت
هناء أكثر من عانى من شدة البرد ولكنها تغلبت على ذلك بكثرة الحركة واللعب طوال
النزهة. أمّا كريمة فقد نسيت أن تحضر ملابسها الثقيلة، وجاءت
بملابس خفيفة، وكانت هي الأخرى ضحية من ضحايا الجو البارد.
وفي
نهاية اليوم نظـَّف الطلاب المكان ووضعوا كل شيء في
مكانه. وقد لعبت ميساء أيضاً دوراً بارزاً في ذلك.
وأخيراً تمنـّى الجميع لبعضهم البعض عطلة سعيدة وانصرفوا
مسرورين إلى بيوتهم.